بسم الله الرحمن الرحيم
محمد نجيب (1901 - 1984)
سياسي و عسكري مصري هو أول رئيس في أول نظام جمهوري مصري (1953 - 1954)، لم يستمر في سدة الحكم سوى فترة قليلة بعد إعلان الجمهورية (يوليو1953 - نوفمبر1954) حتى عزله مجلس قيادة الثورة ووضعه تحت الإقامة الجبرية بقصر الأميرة نعمة بضاحية المرج شرق القاهرة. بعيداً عن الحياة السياسية. وكان اللواء أركان حرب محمد نجيب هو أول حاكم مصري يحكم مصر حكماً جمهورياً بعد أن كان ملكياً بعد قيادته ثورة 23 يوليو الذي انتهت بخلع الملك فاروق. أعلن مباديء الانقلاب الستة وحدد الملكية الزراعية. وكان له شخصيته وشعبيته المحببة للشعب المصري. حتي قبل قيامه بقيادة الانقلاب لدوره البطولي في حرب فلسطين. مما أضفي للانقلاب مصداقية وحقق لها النجاح عند قطاع عريض من طوائف الشعب المصري.
نشأته
ولد في السودان لأب مصري من قرية النحارية (محمد نجيب) وأم مصرية من المحلة الكبرى بمحافظة الغربية وإسمه كاملا: محمد نجيب يوسف عباس القشلان. هناك ظهرت وطنيته أثناء دراسته الابتدائية، إذ دخل في نقاش مع أحد مدرسيه الإنجليز حول من يحكم مصر، فحكم عليه الأستاذ الانجليزي بالجلد، وفعلا تم تطبيق الحكم. اضطر محمد نجيب للعمل بعد وفاة والده ليعول نفسه وعائلته، ثم قرر الالتحاق بالكلية الحربية ، وعمل في ذات الكتيبة المصرية التي كان يعمل بها والده في السودان.اكتشف بعدها أنه لا يعدو كونه خادماً مطيعاً لأوامر الاحتلال البريطاني، ولذا آل على نفسه أن يكمل دراسته بمجهوده الفردي حتى حصل على البكالوريا. حاول الخروج من حياته العسكرية بالتحاقة بمدرسة البوليس، وفيها تعلم القانون واحتك بمختلف فئات الشعب المصري، لكنه قرر العودة إلى صفوف الجيش مرة أخرى.عاد بعدها إلى السودان، وهناك عمد إلى دراسة العلاقة ما بين مصر والسودان، وألف كتاباً تناول فيه مشكلات السودان وعلاقتها بمصر.تم نقله بعدها إلى الحرس الملكي، وحصل بعدها على ليسانس الحقوق، ثم تزوج بعدها وانجب ثلاثة أبناء فاروق سجن ثم خرج فمات حزينا على أبيه و علي قتل بطريقة غامضة في الخارج ويوسف يعمل كسائق تاكسي بالإسكندرية.
أسباب قيام الانقلاب
كانت مصر تحت حكم الملك فاروق الأول ، ثم جاءت حرب/نكبة فلسطين في عام 1948 ودار فيها ما دار من خيانات وتقاذف المسؤولية عنها، المحتل البريطاني تارة والأحزاب السياسية تارة أخرى.
شارك محمد نجيب في حرب فلسطين وأصيب فيها ثلاث مرات وحصل على رتبة لواء أركان حرب ومنح لقب البكوية لما أبلاه في هذه الحرب الذي أصيب بها.عاد ضباط الجيش المصري بعد هذه النكبة مصدومين من كم الخيانات الصادرة من المحتل، فعزموا على القيام بتغيير سياسي، وشاركوا اللواء أركان حرب محمد نجيب أفكارهم ونواياهم فوافقهم وشاركهم العمل "لتخليص مصر من الاحتلال ولتحكم مصر نفسها بنفسها". وكان يرعي وقتها تنظيم الضباط الأحرار، وتحدي الملك فاروق و فاز في انتخابات رئاسة نادي الضباط رغما عن الملك الذي شعر وقتها أن الجيش أخذ يتحداه.
كانت مصر بعد حريق القاهرة في يناير 1952 تمر بفترة قلاقل سياسية متعاقبة، وكان المصريون يتطلعون للتغيير. نتيجة للشعبية التي نالها محمد نجيب وسط الضباط الأحرار. مما جعل الملك فاروق يرشحه ليكون وزيراً للحربية قبل أيام من إندلاع ثورة 23 يوليو 1952
أول رئيس للجمهورية
بعد نجاح الانقلاب رأي محمد نجيب أن يعود الجيش إلى ثكناته، وأن تعود الحياة النيابية لسابق عهدها و هو ما أشعل الخلاف داخل مجلس قيادة الثورة لخوف الضباط من سيطرة حزب الوفد و جماعة الإخوان على السلطة و عودة الأمور لسابق عهدها.
في نوفمبر 1954، قرر مجلس قيادة الثورة عزل محمد نجيب من رئاسة الجمهورية لأول مرة مما أثار سلاح الفرسان و طوائف عريضة من الشعب وطالبوا بعودته . فعاد ثانية بعد إسبوع من عزله.
وضع محمد نجيب تحت الإقامة الجبرية في قصر في ضاحية المرج المنعزلة وقتها، مع منعه تماماً من الخروج أو من مقابلة أياً من كان، حتى عائلته . وظل علي هذا الحال إلي أن أفرج عنه السادات بعد حرب 1973.ورغم هذا ظل السادات يتجاهله تماما.
شاهد على العصر
كان يعتبر في نظر السودانيين رمز وحدة وادي النيل لأن أمه سودانية ولأنه عاش بينهم. و كان الاعتقال أحد أسباب ميل السودانيين للانفصال عن مصر. وكان محمد نجيب يحكم مصر عندما وقعت اتفاقية الجلاء عام 1954. رحل محمد نجيب في عام 1984 وفي هدوء بعدما كتب مذكراته شملها كتابه المعنون: كنت رئيساً لمصر، في شهادته للتاريخ، ويُشهد له أن كتابه خلا من أي اتهام لأي ممن عزلوه.
يرى الكثيرون أن الرئيس محمد نجيب كان الواجهة البراقة التي استخدمها الضباط الأحرار بقيادة جمال عبد الناصر للإعلان عن أنفسهم و أنهم تخلصوا منه عندما استنفذ أغراضه و هو امر وارد في السياسة و الثورات في رأيهم، بينما يرى آخرون أنه ظلم ظلماً شديداً هو و أسرته من قبل عبد الناصر و رفاقه لوقوفه مع الديمقراطية و الحياة النيابية.
شهادة حفيده
في مقابلة مع حفيد محمد نجيب مع أم بي سي ،أجراها محمود سعد، عمق من يأس الضباط الأحرار بنهاية محمد نجيب التراجيدية ،بعد عزله وشطب اسمه من تاريخ مصر وتجني عبد الناصر عليه بطريقة لم يجد من تبقى من مجموعة الضباط الأحرار إلا أن يدافع عن عزله بأنه أصبح مواليا للاخوان المسلمين، فتح الصحفي سعد الدعوة لإعادة قراءة تاريخ هذه المرحلة
محمد نجيب (1901 - 1984)
سياسي و عسكري مصري هو أول رئيس في أول نظام جمهوري مصري (1953 - 1954)، لم يستمر في سدة الحكم سوى فترة قليلة بعد إعلان الجمهورية (يوليو1953 - نوفمبر1954) حتى عزله مجلس قيادة الثورة ووضعه تحت الإقامة الجبرية بقصر الأميرة نعمة بضاحية المرج شرق القاهرة. بعيداً عن الحياة السياسية. وكان اللواء أركان حرب محمد نجيب هو أول حاكم مصري يحكم مصر حكماً جمهورياً بعد أن كان ملكياً بعد قيادته ثورة 23 يوليو الذي انتهت بخلع الملك فاروق. أعلن مباديء الانقلاب الستة وحدد الملكية الزراعية. وكان له شخصيته وشعبيته المحببة للشعب المصري. حتي قبل قيامه بقيادة الانقلاب لدوره البطولي في حرب فلسطين. مما أضفي للانقلاب مصداقية وحقق لها النجاح عند قطاع عريض من طوائف الشعب المصري.
نشأته
ولد في السودان لأب مصري من قرية النحارية (محمد نجيب) وأم مصرية من المحلة الكبرى بمحافظة الغربية وإسمه كاملا: محمد نجيب يوسف عباس القشلان. هناك ظهرت وطنيته أثناء دراسته الابتدائية، إذ دخل في نقاش مع أحد مدرسيه الإنجليز حول من يحكم مصر، فحكم عليه الأستاذ الانجليزي بالجلد، وفعلا تم تطبيق الحكم. اضطر محمد نجيب للعمل بعد وفاة والده ليعول نفسه وعائلته، ثم قرر الالتحاق بالكلية الحربية ، وعمل في ذات الكتيبة المصرية التي كان يعمل بها والده في السودان.اكتشف بعدها أنه لا يعدو كونه خادماً مطيعاً لأوامر الاحتلال البريطاني، ولذا آل على نفسه أن يكمل دراسته بمجهوده الفردي حتى حصل على البكالوريا. حاول الخروج من حياته العسكرية بالتحاقة بمدرسة البوليس، وفيها تعلم القانون واحتك بمختلف فئات الشعب المصري، لكنه قرر العودة إلى صفوف الجيش مرة أخرى.عاد بعدها إلى السودان، وهناك عمد إلى دراسة العلاقة ما بين مصر والسودان، وألف كتاباً تناول فيه مشكلات السودان وعلاقتها بمصر.تم نقله بعدها إلى الحرس الملكي، وحصل بعدها على ليسانس الحقوق، ثم تزوج بعدها وانجب ثلاثة أبناء فاروق سجن ثم خرج فمات حزينا على أبيه و علي قتل بطريقة غامضة في الخارج ويوسف يعمل كسائق تاكسي بالإسكندرية.
أسباب قيام الانقلاب
كانت مصر تحت حكم الملك فاروق الأول ، ثم جاءت حرب/نكبة فلسطين في عام 1948 ودار فيها ما دار من خيانات وتقاذف المسؤولية عنها، المحتل البريطاني تارة والأحزاب السياسية تارة أخرى.
شارك محمد نجيب في حرب فلسطين وأصيب فيها ثلاث مرات وحصل على رتبة لواء أركان حرب ومنح لقب البكوية لما أبلاه في هذه الحرب الذي أصيب بها.عاد ضباط الجيش المصري بعد هذه النكبة مصدومين من كم الخيانات الصادرة من المحتل، فعزموا على القيام بتغيير سياسي، وشاركوا اللواء أركان حرب محمد نجيب أفكارهم ونواياهم فوافقهم وشاركهم العمل "لتخليص مصر من الاحتلال ولتحكم مصر نفسها بنفسها". وكان يرعي وقتها تنظيم الضباط الأحرار، وتحدي الملك فاروق و فاز في انتخابات رئاسة نادي الضباط رغما عن الملك الذي شعر وقتها أن الجيش أخذ يتحداه.
كانت مصر بعد حريق القاهرة في يناير 1952 تمر بفترة قلاقل سياسية متعاقبة، وكان المصريون يتطلعون للتغيير. نتيجة للشعبية التي نالها محمد نجيب وسط الضباط الأحرار. مما جعل الملك فاروق يرشحه ليكون وزيراً للحربية قبل أيام من إندلاع ثورة 23 يوليو 1952
أول رئيس للجمهورية
بعد نجاح الانقلاب رأي محمد نجيب أن يعود الجيش إلى ثكناته، وأن تعود الحياة النيابية لسابق عهدها و هو ما أشعل الخلاف داخل مجلس قيادة الثورة لخوف الضباط من سيطرة حزب الوفد و جماعة الإخوان على السلطة و عودة الأمور لسابق عهدها.
في نوفمبر 1954، قرر مجلس قيادة الثورة عزل محمد نجيب من رئاسة الجمهورية لأول مرة مما أثار سلاح الفرسان و طوائف عريضة من الشعب وطالبوا بعودته . فعاد ثانية بعد إسبوع من عزله.
وضع محمد نجيب تحت الإقامة الجبرية في قصر في ضاحية المرج المنعزلة وقتها، مع منعه تماماً من الخروج أو من مقابلة أياً من كان، حتى عائلته . وظل علي هذا الحال إلي أن أفرج عنه السادات بعد حرب 1973.ورغم هذا ظل السادات يتجاهله تماما.
شاهد على العصر
كان يعتبر في نظر السودانيين رمز وحدة وادي النيل لأن أمه سودانية ولأنه عاش بينهم. و كان الاعتقال أحد أسباب ميل السودانيين للانفصال عن مصر. وكان محمد نجيب يحكم مصر عندما وقعت اتفاقية الجلاء عام 1954. رحل محمد نجيب في عام 1984 وفي هدوء بعدما كتب مذكراته شملها كتابه المعنون: كنت رئيساً لمصر، في شهادته للتاريخ، ويُشهد له أن كتابه خلا من أي اتهام لأي ممن عزلوه.
يرى الكثيرون أن الرئيس محمد نجيب كان الواجهة البراقة التي استخدمها الضباط الأحرار بقيادة جمال عبد الناصر للإعلان عن أنفسهم و أنهم تخلصوا منه عندما استنفذ أغراضه و هو امر وارد في السياسة و الثورات في رأيهم، بينما يرى آخرون أنه ظلم ظلماً شديداً هو و أسرته من قبل عبد الناصر و رفاقه لوقوفه مع الديمقراطية و الحياة النيابية.
شهادة حفيده
في مقابلة مع حفيد محمد نجيب مع أم بي سي ،أجراها محمود سعد، عمق من يأس الضباط الأحرار بنهاية محمد نجيب التراجيدية ،بعد عزله وشطب اسمه من تاريخ مصر وتجني عبد الناصر عليه بطريقة لم يجد من تبقى من مجموعة الضباط الأحرار إلا أن يدافع عن عزله بأنه أصبح مواليا للاخوان المسلمين، فتح الصحفي سعد الدعوة لإعادة قراءة تاريخ هذه المرحلة